بسم الله الرحمن الرحيم
" التطـوع "
* مفهوم التطوع :
- المعنى اللغوي للتطوع : "وهو ماتبرع به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه".
- المعنى الاصطلاحي : "الجهود الانسانية التي تبذل عن قصد وبإرادة شخص ما لرغبته في أداء عمل اجتماعي بدون توقع مقابل مادي أو أجر مالي نتيجة لقيامه بذلك النشاط".
* نشأة العمل التطوعي وتطوره :
بالنظر إلى التاريخ الإنساني يلاحظ أن هناك شعوراً سائداً لدى الإنسان منذ فجر التاريخ دفعه إلى الإحساس بالحاجة الملحة والماسة إلى التعاون من أجل البقـاء في ظروف البيئة القاسية .
فالعمل التطوعي ينبع من شعور ذاتي داخل الإنسان يدفعه إلى المشاركة في خدمة المجتمع ، والعمل التطوعي ليس بجديد على المجتمعات البشرية ؛ بل كان قائماً في المجتمعات البدائية ، واتخذ أشكالاً مختلفة حيث بدأ بالجهود الفردية ثم الجهود الأسرية فالقبيلة ، معتمداً على البساطة في النشاط والنظم والعلاقات بين أفراد المجتمع .
والعمل التطوعي في المملكة العربية السعودية يعني تنظيم الأفكار والجهود والعلاقات من أجل تقديم خدمات اجتماعية متميزة للمجتمع السعودي ، والاستفادة من كل مايمكن أن يقدمه المتطوعون في مختلف الجوانب لدعم ذلك التوجه من فكر وجهد ومال ووقت وعلاقات وتسهيلات . لذلك تنهض الجمعيات الخيرية بصفة عامة والجمعيات الخيرية النسائية بصفة خاصة في المملكة العربية السعودية على العمل التطوعي المستمد من تعاليم الدين الحنيف ودعوته إلى التكافل ، وحثه على فعل الخير ، والبر والإحسان ، ومد يد العون للمحتاج .
لذلك يلحظ أن المجتمع السعودي قد مارس العمل التطوعي قبل ظهور الجمعيات الخيرية من خلال صناديق البر ، فقد كان القائمون على هذه الصناديق يجمعون الأموال والصدقات من الموسرين في مواسم معينة لإعطائها المحتاجين في المناسبات الدينية والأعياد .
ومع التغيرات الحديثة والتحولات التي حدثت للمجتمع ، ظهرت المجتمعات الحضارية مما أثر بشكل ملحوظ على مفهوم القيم والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد ، بحيث أصبح المجتمع بحاجة إلى تقديم خدمات كثيرة تعجز الأسرة أو القبيلة ومجتمع القرية عن تلبيتها ، لذلك قامت الدولة السعودية بإنشاد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمقتضى الأمر الملكي رقم 122 بتاريخ 14\2\1380هـ ، من أجل توفير العديد من الخدمات وتنظيمها .
ومنذ إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، وهي تشجع المشاركة الأهلية من قبل المواطنين في مختلف برامج التنمية الاجتماعية مما أدى إلى قيام العديد من الجمعيات الخيرية الأهلية التي أسهمت مع الدولة في تقديم العديد من الخدمات الاجتماعية في البيئات المحلية التي وجدت فيها .
* أهمية العمل التطوعي :
للعمل التطوعي أهمية عظمى ، حيث تظهر فيه كوامن الخير المعروف لدى الفرد تجاه دينه ومجتمعه ، فالتطوع في شتى الميادين له أهميته في تماسك المجتمع بصفة عامة وترابطه .
والعمل الخيري التطوعي في المملكة العربية السعودية نموذجٌ يحتذى به في ميدان التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الدين الإسلامي الحنيف .
وفي الوقت الحاضر أصبح العمل التطوعي ضرورة اجتماعية ، يشترك فيها جميع المواطنين في ميادين الحياة كافة ، في حدود قدرات الفرد وإمكاناته ، وفي ضوء احتياجات الجماعة والمجتمع . والعمل التطوعي وسيلة يستخدمها المجتمع لتقدمه في إطار أهدافه . ومن هنا يأتي اهتمام الدولة بالعمل التطوعي والدعوة إلى المشاركة بإيجابية في مشروعاته كنشاط تربوي اجتماعي في المرحلة الراهنة .
* أهداف التطوع :
من الأهداف التي يحققها العمل التطوعي ما يأتي :
- تنمية الشعور بالواجب لدى المواطنين .
- مساعدة المتطوعين على تحقيق واجب ديني واجتماعي وإنساني .
- تحقيق التعاون بين الدولة والمواطنين لرعاية الفئات المحتاجة بالمجتمع .
- إكساب القائمين على الجمعيات الخيرية مهارات جديدة في إدارة وتنظيم العمل التطوعي من خلال الممارسة الفعلية والتجربة واكتساب المهارة ورسم خطط العمل والإشراف على التنفيذ .
- المحافظة على تماسك المجتمع وترابطه ووقاية الأفراد من الانحدارات والانحرافات الناتجة عن الحاجة .
- تخفيف المشكلات الاجتماعية التي تواجه المجتمع المحلي مما يؤدي إلى زيادة رضا الناس وإشباع حاجاتهم .
- إكساب المتطوع خبرات اجتماعية كثيرة تساعد على تكامل شخصيته .
* معوقات العمل التطوعي :
مع أن العمل التطوعي له أهميته ووجاهته في كل مجتمع فإنه عادة مايصطدم ببعض الظروف التي تعوقه أو تحد من فاعليته ومن ذلك ما يأتي :
- عدم وجود إدارة خاصة للمتطوعين تهتم بشؤونهم وتوجيههم للاختيار المناسب لرغبتهم .
- عدم الإعلام الكافي عن أهداف الجمعية ونشاطاتها .
- عدم وضوح دور المتطوع وعدم إتاحة الفرصة له لاختيار ما يناسبه .
- عدم توافر برامج خاصة لتدريب المتطوعين قبل تكليفهم بالعمل .
- عدم تقدير المجهود الذي يبذله المتطوع .
- إرهاق كاهل المتطوع بالكثير من الأعمال الإدارية والفنية .
- البعد عن الطموح والرضا بالواقع دون محاولة تغييره .
- الوقوع تحت أسر عاملين ذوي شخصية قوية غير مهتمين بتحقيق أهداف الجمعية وتطلعاتها .
- الخوف من الجديد ومن أهمية الانفتاح .
- اعتبار أعمال الجمعية من الأسرار المغلقة التي يجب عدم مناقشتها مع الآخرين .
- تقييد العضوية أو الرغبة في عدم قبول عناصر جديدة فتصبح الجمعية حكراً على عدد معين .
- بقلم : حصة محمد المنيف -
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفموضوع جميل جداً ؛ سلمت أناملك ♥ ~
جزاك االله خيرا
ردحذف