الثلاثاء، 23 فبراير 2010

الجهود التربوية للجمعيات الخيرية النسائية السعودية لــ \ حصه محمد المنيف ،،




صورة الغلاف - لمشاهدة الصورة بالحجم الطبيعي إضغط هنا



نبذة مختصرة :

يعرف بواقع البرامج والخدمات التربوية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية النسائية في المملكة العربية السعودية، ويبين مدى فاعليتها من حيث التخطيط والإدارة وتنفيذ البرامج ويقف على أهم العقبات التي تحول دون أدائها لأعمالها على الوجه المطلوب، ويتناول بشيء من المقارنة تفاوت قوة العطاء والتأثير بين تلك الجمعيات، كما يقدم بعض المقترحات التي يمكن أن تزيد من الفاعلية التربوية للجمعيات الخيرية النسائية.



لمشاهدة الكتاب في المركز الدولي للأبحاث والدراسات ( مداد ) :


http://medadcenter.com/Readings/ItemDetails.aspx?ID=25


أهمية التربية الجسمية للطفل


يتكون الكائن البشري من جوانب ثلاثة في تركيبه وخلقته: الروح، والعقل، والجسم، ولكل جانب منها أهمية بالنسبة للذات الإنسانية، وهذه الجوانب لا ينفك بعضها عن بعض؛ بل تعمل كلها جنباً إلى جنب في جميع نشاطات الإنسان، فإنه ((ليس للجسد استقلال ذاتي عن الجوانب النفسية والعقلية والروحية، وإنما هو مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً))، … وتأتي أهمية الجسد من أنه يكتسب فاعليته ودوره باتصاله وتلاحمه مع أجزاء الشخصية الإنسانية الأخرى، والعبادات كشعائر دينية تعتمد على الجسد)) فهذه الصلاة –على سبيل المثال– يشترك في أدائها العقل والروح والجسد؛ كل جوانب الإنسان، من أخل بشيء منها فسدت صلاته، أو ضاعت فائدتها المرجوة؛ فمن لم يقم بجسده في الصلاة، ويطهره بالوضوء، ويؤدِّ تلك الحركات من سجود وركوع وجلوس، أداءً صحيحاً: بطلت صلاته. فرغم أن ظاهرة الصلاة روحي عقلي، إلا أن للجسد دوره ومكانته فيها لا تقبل الصلاة إلا به - إن لم يكن هناك عذر - وكذلك العبادات الأخرى يشترك في أدائها الجسم

ولما كانت أهمية الجسم على هذا النحو، فإن اهتمام الأب برعاية ولده، من الناحية الجسمية، وإعداده لمستقبل الحياة صحيحاً قوياً، يعد خير معين لقيام الولد بواجباته الدينية وعبادة ربه، فالأب ملزم "أن يتفقد الصبي في كلامه وقعوده بين الناس وحركته ونومه وقيامه ومطعمه ومشربه، ويلزم في جميع ذلك ما ألزمه العقلاء أنفسهم حتى صارت أفعالهم طبيعة من طبائعهم"، فهو ملزم فيما يخص جسم الولد بالتزام منهج الإسلام في التربية الجسمية.

وتهدف التربية الجسمية إلى توفير الصحة عن طريق النمو السوي للفرد، والمحافظة على الطاقات الجسمية، وتوجيهها وتنميتها للقيام بأعباء الخلافة في الأرض، فهي تخدم الغرض الأساسي الذي وجد الإنسان من أجله على الأرض، وهو عبادة الله ، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56].

والأب يراعي في جانب التربية الجسمية كل ما يؤثر في كيان الولد البدني، فما يضره من أكل، أو شرب، أو نوم، أو لعب، أو غير ذلك حماه منه، وحفظه منه، وألزمه السنة في كل ذلك، أما ما يُفيده ويقيم بدنه وصحته: وجَّهه إليه، وقرَّبه منه.


بقلم : الدكتور عدنان باحارث

هل الفطرة أصلٌ في تربية الإنسان المسلم ؟

تُعد الفطرة السوية التي خلق الله سبحانه الإنسان عليها أصلاً ثابتاً من الأصول التي قامت عليها تربية الإنسان المسلم انطلاقاً من قوله جل في علاه: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكـثر الناس لا يعلمون} ( الروم :30 ) . وحتى يمكن المحافظة على هذه الفطرة سليمةً صافيةً نقيةً كان لابد للإنسان من تربيةٍ تقوم على رعاية هذه الفطرة والعناية بها في كل شأن من شئونه ، وفي كل جانبٍ من جوانب حياته .

وعلى الرغم من أن معظم الأمم والحضارات،وكثيراً من المذاهب والفلسفات ؛ قد حاولت منذ فجر التاريخ إيجاد هذه التربية المطلوبة لرعاية الفطرة الإنسانية على الوجه الصحيح الذي يحقق للإنسان إنسانيته ، ويساعده على أداء رسالته في هذه الحياة ، إلا أن ذلك لم يتحقق بالصورة المطلوبة التي يرتضيها الله سبحانه لعباده في هذه الحياة الدنيا، حتى أَذِنَ الله ـ جل في علاه ـ ببعثة خير البرية ومعلم البشرية النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فجاء بدين الإسلام الحنيف وتـربيته الإسلامية العظيمة التي استقت أصولها وأصالتها ، وشمولها وتوازنها ، ووضوحها وعالميتها ، من كتاب الله العظيم وسُنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

هذه التربية التي جاءت بمنهجٍ فريدٍ ومتميز يهتم بالإنسان كله ، و يُعنى بفطرته التي خلقه الله عليها ؛ فلا يُخالفها ولا يزيد عليها ، ولا يُنقِص منها ، و إنما يُوافقها و يسير معها في توافقٍ عجيبٍ ، و تكاملٍ بديعٍ بين مختلف جوانبها الروحية ، و العقلية ، و الجسمية ؛ التي تحظى جميعاً بالعناية ، والرعاية ، والاهتمام دونما إفراطٍ أو تفريطٍ ، أو زيادةٍ أو نقصان.

ومع أن التكامل بين مختلف جوانب شخصية الإنسان هو الأساس الذي تنطلق منه نظرة التربية الإسلامية المتوافقةِ مع الفطرةِ السويةِ؛ إلا أن من مستلزمات هذه الفطرة أن يحظى كل جانبٍ من جوانب شخصية الإنسان بحقه الكامل، وحظه الوافر من العناية، والرعاية، والاهتمام؛ لأن أي نقصٍ أو تقصيرٍ في ذلك إنما هو إخلالٌ بأحد مستلزمات الفطرة السوية التي على أساسها يتم بناء شخصية الإنسان المسلم بناءً صحيحاً.

ولماَّ كان للفطرة السوية هذه الأهمية الواضحة،والاهتمامُ الكبير في ديننا الإسلامي عامةً، وفي تربيته الإسلامية خاصةً، فإن ذلك يفرضُ علينا جميعاً أن نُعنى عنايةً خاصةً بسلامتها، وحمايتها، وصيانتها من كل ما من شأنه الإضرار بها، أو التأثير فيها سواءً أكان ذلك بطريقةٍ مباشرةٍ أم غير مباشرة.

بقلم : الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد

هل هناك علاقة بين الروح والعقل والجسم في التربية الإسلامية

ينظر الدين الإسلامي الحنيف إلى الإنسان على أنه وحدةٌ واحدةٌ مترابطة الجوانب، متكاملة القوى. وعلى الرغم من أن لهذه الوحدة جوانب ثلاثة هي ( الروح ، والجسم ، والعقل ) إلا أنها تُشكِّل فيما بينها كياناً واحداً يعتمد في تكوينه على توازنٍ دقيق، وترابطٍ شديد، وتداخلٍ شائكٍ فيما بين هذه الجوانب الثلاثة التي تتضح العلاقة بينها في كونها تُشكل في مجموعها ما يُمكن تسميته بالأبعاد الأساسية لشخصية الإنسان، وبقدر ما بينها من توافقٍ وانسجام يكون تكامل هذه الشخصية . كما أن الترابط والتداخل بين هذه الجوانب الثلاثة قوي جداً لدرجةٍ يصعب معها إمكانية الفصل بينها.

وليس هذا فحسب بل إن العلاقة بين هذه الجوانب الثلاثة تتمثل في أن كُلاً منها يتأثر بالآخر ويؤثر فيه ، وما يؤثر في أحد هذه الجوانب يؤثر في الجانبين الآخرين ؛ ولعل خير مثالٍ يوضح مدى قوة العلاقة بين هذه الجوانب الثلاثة أنها قد تشترك مجتمعةً في العمل الواحد الذي يؤديه الإنسان، فالصلاة عند المسلم كما يُشير إلى ذلك الأستاذ/ محمد قطب " تشمل الكيان البشري كله في آنٍ واحد : جسمه ، وعقله ، وروحه . فنصيب الجسم هو الحركة من قيامٍ ، وركوعٍ ، وسجودٍ ، وتحركٍ ، وسكونٍ . ونصيب العقل هو التفكر فيما يتلوه المصلي من الأدعية والآيات . ونصيب الروح هو الخشوع ، والتقوى ، والتطلُّع إلى رحمة الله . وكلُ ذلك في آن." [ 1 ] ( بتصرف من الكاتب ).

وهذا معناه أن العلاقة بين الجسم ، والعقل ، والروح ، تتلخص في أن التربية الإسلامية تسعى للإفادة الكاملة و التامة من طاقات وقدرات هذه الجوانب الإنسانية الثلاثة مجتمعةً ، وتسخيرها بصورةٍ متناسقةٍ لغرض تحقيق أهدافها السامية ، وغايتها الكُلية ؛ فالطاقات الجسمية – على سبيل المثال - تُستخدم لتحقيق معنى العبادة الخالصة انطلاقاً من قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ( الذاريات : 56 ) . وللقيام بمهمة الاستخلاف في الأرض انطلاقاً من قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة} ( البقرة : 30 ) . ولإصلاح الأرض وإعمارها على النحو الذي يتفق مع شرع الله العظيم ، ومنهجه القويم عملاً بقوله تعالى: { هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} ( هود : 61 ).

و الطاقات العقلية تُسخَّر للتفكر والتأمل والتدبر في آيات الله الكونية العظمى التي انتدب الله سبحانه عباده إلى إعمال العقل فيها بقوله تعالى : { إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون } ( الرعد : 3 ). وقوله تعالى : { أولم يتفكروا في أنفسهم } ( الروم : 8 ). إضافةً إلى تسخير هذه القوى والطاقات للتعرف على سنن الله تعالى الكونية وقوانينه الإلهية، ومن ثم تسخيرها لخدمة الإنسان ونفعه تحقيقاً لقوله تعالى : { وسخَّر لكم ما في السموات وما في الأرض جمـيعاً منه إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون } ( الجاثية : 13 ) .

أما الطاقات الروحية فتُوجَّه لاستمرارية التواصل مع الله سبحانه وتعالى ، والارتباط به ، والإخلاص له في كل شأنٍ من شؤون الحياة عن طريق أداء العبادات المفروضة ، وامتثال الطاعات المشروعة ؛ قال تعالى : { قل إن صلاتي ونسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين* لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } ( الأنعام : 162 - 163) .
وبذلك فإنه يمكن القول : إن العلاقة بين هذه الجوانب الثلاثة علاقة ارتباطٍ وتلازم إذ أنه لا يمكن أن يستغني جانبٌ منها عن غيره ؛ و لا يمكن أن تقوم الشخصية الإنسانية بدون تكامل هذه الجوانب الرئيسة وانسجامها مع بعضها .

هل هناك علاقة بين الروح و العقل و الجسم
في التربية الإسلامية ؟


بقلم الدكتور : صالح بن علي أبو عرَّاد